تمكن ثورة المعلومات التي نعيشها الآن الباحث أو الطالب من الحصول على أي معلومة أو الاطلاع على أيّة بيانات من خلال وسائل الاتصال الحديثة وهو في منزله أو مكتبه دون التقيد بالذهاب إلى مكتبة عامة في شكلها التقليدي الذي نعرفه. فالباحث أو الطالب الذي اعتاد استخدام المكتبة بشكلها التقليدي يواجه حاليًا الحاضر العاصف المتمثل في ثورة المعلومات، حيث يجد أمامه الحاسبات الآلية التي يمكن أن يستخدمها في البحث عن مصادره في ثوان معدودة بعد أن كان يبذل الكثير من الجهد والوقت في الوصول إلى عدد قليل من المؤلفات التي لها علاقة بموضوع بحثه.
عالم بلا حدود
لقد أصبح البحث حاليًا عالميًا في طبيعته بعيدًا عن التخصص المحدود، وهذا التغير خلق متطلبات جديدة فرضت نفسها على المكتبة التي عليها أن تتغير بدورها لكي تواجه هذا الحاضر العاصف. وهذا ما دفع بعض المتخصصين في علم المكتبات إلى التساؤل عن إمكانية استمرار المكتبة كمركز لاحتواء الكلمة المكتوبة وخاصة أمام تلك المؤثرات الخارجية التي أثرت بشكل فعال في دور المكتبة التقليدي.
إزاء ثورة الاتصالات هذه، قامت معظم المكتبات التابعة للجامعات بإحلال الفهرس التقليدي للجامعات بمصدر إلكتروني يحتوي على جميع مراجع المكتبة، فيجلس الباحث أو الطالب أمام الحاسب ويُدخل عنوان الكتاب الذي يريد الاطلاع عليه، وفي خلال ثوان معدودة يظهر أمامه على الشاشة عنوان الكتاب وموقعه في المكتبة. بالإضافة إلى أن الباحث الذي يبحث عن موضوع محدد من الممكن أن يحصل على كل الكتب المتعلقة به في ثوان قليلة.
قواعد البيانات
هذا ويتيح الحاسب الآلي تنظيم كمية هائلة من البيانات في شكل منظم يخضع للتصنيف والفرز والتكويد واسترجاع للمعلومات المخزنة في خلال جزء من الثانية. وتساعد قواعد البيانات الباحث والطالب بطرق شتى:
البحث عن الدراسات السابقة التي لها علاقة بمشكلة البحث أو الموضوعات التي تهم الباحث في المقام الأول.
إنشاء قواعد للبيانات تمكن الباحث من تخزين بياناته ومعلوماته أولا بأول طبقًا للنظام الذي يضعه وحتى يمكن استرجاع هذه البيانات بسهولة عند طلبها، كما توضع بها السجلات والمقالات التي جمعها الباحث من قبل.
في أثناء جمع البيانات، تساعد قواعد البيانات الباحث في تخزين وتسجيل البيانات أولاً بأول لحمايتها أولاً من الضياع وللوصول إليها ثانيًا عندما تبدأ مرحلة التحليل والتفسير.
ويمكن عن طريق الماسح الضوئي تصوير مئات الصفحات والمجلدات وتخزينها على أسطوانة مضغوطة تمهيدًا لوضعها في قاعدة بيانات.
هذا بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدام إجراءات النسخ والنقل الموجودة ضمن برنامج الكتابة لإضافة أية بيانات قد يراها الباحث إلى قواعد البيانات التي تم إنشائها، مما يساعد على تقليل الوقت والنفقات التي كانت تتطلبها عملية نقل وكتابة البيانات من قبل.
وبهذه السطور البسيطة أعزائي القراء نكون قد عرفنا بشيء من التفصيل كيف طورت ثورة المعلومات عالم البحث والتعلم ودور قواعد البيانات في تنظيم هذا التطور، وأخيرًا نتمنى منكم مشاركتنا بآرائكم وأفكاركم عن الموضوع من خلال التعليقات التي جعلناها متاحة دوما على المقال.
لا تنسى الاطلاع على مقال "خمس مميزات لا تتوقعها عن برنامج SPSS" وشكرًا على حسن المتابعة.
x
تعليقات
إرسال تعليق