كتبت امرأة من المملكة المتحدة في تدوينة لها على موقع ميديوم (Medium) أنها شهدت مسرحية رعب حقيقية في اللعبة الافتراضية Horizon Worlds التي طورتها شركة ميتا (Meta)، المعروفة سابقًا باسم Facebook.
«في غضون 60 ثانية من الانضمام، تعرضت للتحرش اللفظي والجنسي - حوالي أربع أفاتارات (صور رمزية) من الذكور، مع أصوات ذكورية، في الأساس، ولكن عمليًا تعرض الأفاتار الخاص بي للاغتصاب الجماعي بشكل افتراضي»، كما جاء في التدوينة.
إنها تحكي بالتفصيل مشاهدة صورتها الرمزية (الأفاتار) التي تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل حفنة من الصور الرمزية الذكورية، الذين التقطوا صورًا وأرسلوها لها في التعليقات، مثل «لا تتظاهري بأنك لم تحبين الأمر».
المرأة هي نائب رئيس قسم أبحاث الميتافيرس في شركة Kabuni Ventures، وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا الغامرة (immersive technology). أصدرت شركة ميتا لعبة Horizon Worlds لمن يفوق عمرهم 18 عامًا في الولايات المتحدة وكندا بعد اختبار تجريبي بالدعوة فقط قبل عام.
يتميز فضاء اللعبة بآلاف العوالم الافتراضية من قبل المبدعين وهو مجاني للتنزيل لجميع المستخدمين، لكن شركة ميتا تخطط لتحقيق الدخل منها من خلال تسهيل التجارة الإلكترونية والإعلانات، وفقًا لموقع CNBC، على غرار كيفية تحقيق أرباحها من مشاريع وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام.
لم ترد شركة Meta فورًا على طلب من جريدة USA TODAY للتعليق بخصوص الواقعة.
تتوخى شركة ميتا عالمًا افتراضيًا حيث تتواصل الصور الرمزية الرقمية فيما بينها من خلال العمل أو السفر أو الترفيه باستخدام سماعات الواقع الافتراضي. كان زوكربيرج توَّاقًا للميتافيرس ومتفائلاً به، معتقدًا أنه يمكن أن يحل محل الإنترنت الذي نعرفه. جميع الشركات العملاقة تريد امتلاك الميتافيرس بما في ذلك فيسبوك ومايكروسوفت. ولكن ما هو بالضبط؟
قال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بعد الكشف عن تغيير العلامة التجارية للشركة: «ستكون المنصة والوسيلة التالية أكثر غمرًا وتجسيدًا عبر الإنترنت حيث يعيش المستخدم التجربة كاملة، وليس فقط الاكتفاء بالنظر إليها، ونحن نسمي هذا بالميتافيرس».
بعد تدوينتها الأولى حول الحادث، تروي نينا جين باتل تلقيها تعليقات تسميها «صرخة مثيرة للشفقة من أجل لفت الانتباه» وتحثها على عدم اختيار صورة رمزية أنثوية في المرة القادمة. أثار آخرون تساؤلات حول ما إذا كان التعرض للأذى في عالم افتراضي هو مصدر قلق حقيقي، تقول باتيل في التدوينة.
وردا على ذلك، تستشهد باتل بدراسة تمت مراجعتها من قبل الأقران في عام 2009 ونشرت في مجلة Communication Research التي تحقق في «تأثير بروتوس» (Proteus Effect) والتي وجدت أن الناس استندوا في سلوكهم الاجتماعي على جاذبية الصورة الرمزية الخاصة بهم على الإنترنت وفي الواقع.
يميل اللاعبون الذين حصلوا على صور رمزية أطول وأكثر جاذبية إلى الأداء بشكل أفضل في الألعاب والتفاوض بشكل أكثر قوة على الواقع بعد ذلك.
لكن العلاقة بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك العنيف خارج الشاشة قد تم التشكيك فيها. أصدرت جمعية علم النفس الأمريكية بيانًا قالت فيه إن هناك «أدلة غير كافية» على وجود علاقة سببية اعتبارًا من مارس 2020.
تمت مناقشة الموضوع ودراسته على نطاق واسع على مر السنين، وتظهر بعض الدراسات الطولية وجود علاقة بين ألعاب الفيديو العنيفة وعلامات العدوان عند الأطفال.
تشير باتل إلى أن الميتافيرس أصبح غامرًا بشكل متزايد، والأذى الجسدي الذي تعرضت له في صورتها الرمزية شكل لها صدمة وأساء إليها.
جوزيف جونز، رئيس شركة Bosco Legal Services، وهي وكالة تحقيق متخصصة في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يقول إنه من غير المحتمل أن يكون لدى باتل قضية قانونية قوية للتحرش الجنسي، لكنه يقر بأن التحرش في الميتافيرس هو قضية ناشئة وقد يكون التقاضي بشأنها غير مجديًا لعدم توفر الآليات القانونية للبث فيها.
يقول إن القضية ستعتمد على عدة عوامل، مثل التعليقات المحددة التي أدلى بها الأشخاص وما إذا كانت صورتها الرمزية تكشف عن أيّة معلومات تعريف، مثل اسمها. وبالنظر إلى أنها لا تملك متابعين كُثُر، يقول جونز، فمن غير المرجح أن تتمكن من رفع دعوى بتهمة التشهير، لكنها يمكن أن تقدم أمرًا تقييديًا مدنيًا لمنع حدوث الاعتداء مرة أخرى.
ولكن حتى ذلك ينطوي على تحديات، يقول جونز، لأن الصور الرمزية الذكورية يمكن أن تكون مجهولة وقد يكون من الصعب تعقبها. وقد يكون من الصعب الحصول على مساعدة بشأن قضية كهذه.
«مع الغالبية العظمى من المضايقات التي تحدث عبر الإنترنت، حتى لو كانت قابلة للتنفيذ جنائيًا، ستتعرض لضغوط شديدة، وأود القول أن الأمر شبه مستحيل، يمثل العثور على وكالة متخصصة في إنفاذ القانون مستعدة للمساعدة بشكل قانوني تحديًا كبيرًا»، يضيف جونز.
تعليقات
إرسال تعليق